کد مطلب:99327 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:112

خطبه 143-در طلب باران











[صفحه 77]

الشرح: تظلكم: تعلو علیكم، و قد اظلتنی الشجره و استظلت بها. و الزلفه: القربه، یقول ان السماء و الارض اذا جائتا بمنافعكم- اما السماء فبالمطر، و اما الارض فبالنبات- فانهما لم تاتیا بذلك تقربا الیكم، و لا رحمه لكم، و لكنهما امرتا بنفعكم فامتثلتا الامر، لانه امر من تجب طاعته، و لو امرتا بغیر ذلك لفعلتاه. و الكلام مجاز و استعاره، لان الجماد لایومر، و المعنی ان الكل مسخر تحت القدره الالهیه، و مراده تمهید قاعده الاستسقاء، كانه یقول: اذا كانت السماء و الارض ایام الخصب و المطر و النبات لم یكن ما كان منهما محبه لكم، و لا رجاء منفعه منكم، بل طاعه الصانع الحكیم سبحانه فیما سخرهما له، فكذلك السماء و الارض ایام الجدب و انقطاع المطر و عدم الكلا، لیس ما كان منهما بغضا لكم، و لااستدفاع ضرر یخاف منكم، بل طاعه الصانع الحكیم سبحانه فیما سخرهما له، و اذا كان كذلك فبالحری الا نامل السماء و لا الارض، و ان نجعل آمالنا معلقه بالملك الحق المدبر لهما، و ان نسترحمه و ندعوه و نستغفره، لا كما كانت العرب فی الجاهلیه یقولون: مطرنا بنوء كذا، و قد سخط النوء الفلانی علی بنی فلان فامحلوا. ثم ذكر (ع) ان الله تعالی یبتلی عباده عند

الذنوب بتضییق الارزاق علیهم، و حبس مطر السماء عنهم، و هذا الكلام مطابق للقواعد الكلامیه، لان اصحابنا یذهبون الی ان الغلاء قد یكون عقوبه علی ذنب، و قد یكون لطفا للمكلفین فی الواجبات العقلیه و هو معنی قوله: (لیتوب تائب...)، الی آخر الكلمات. و یقلع: یكف و یمسك. ثم ذكر ان الله سبحانه جعل الاستغفار سببا فی درور الرزق، و استدل علیه بالایه التی امر نوح (ع) فیها قومه بالاستغفار، یعنی التوبه عن الذنوب، و قدم الیهم الموعد بما هو واقع فی نفوسهم، و احب الیهم من الامور الاجله، فمناهم الفوائد العاجله، ترغیبا فی الایمان و بركاته، و الطاعه و نتائجها، كما قال سبحانه للمسلمین: (و اخری تحبونها نصر من الله و فتح قریب)، فوعدهم بمحبوب الانفس الذی یرونه فی العاجل عیانا و نقدا لا جزاء و نسیئه. و قال تعالی فی موضع آخر: (و لو ان اهل القری آمنوا و اتقوا لفتحنا علیهم بركات من السماء و الارض)، و قال سبحانه: (و لو انهم اقاموا التوراه و الانجیل و ما انزل الیهم من ربهم لاكلوا من فوقهم و من تحت الرجلهم). و قال تعالی: (و ان لو استقاموا علی الطریقه لاسقیناهم ماء غدقا). (الثواب و العقاب عند المسلمین و اهل الكتاب) و كل ما فی التوراه من الوع

د و الوعید فهو لمنافع الدنیا و مضارها، اما منافعها فمثل ان یقول: ان اطعتم باركت فیكم، و كثرت من اولادكم و اطلت اعماركم، و اوسعت ارزاقكم، و استبقیت اتصال نسلكم، و نصرتكم علی اعدائكم، و ان عصیتم و خالفتم اخترمتكم و نقصت من آجالكم، و شتت شملكم، و رمیتكم بالجوع و المحل، و اذللت اولادكم، و اشمت بكم اعدائكم، و نصرت علیكم خصومكم، و شردتكم فی البلاد، و ابتلیتكم بالمرض و الذل، و نحو ذلك. و لم یات فی التوراه وعد و وعید بامر یتعلق بما بعد الموت. و اما المسیح (ع)، فانه صرح بالقیامه و بعث الابدان، و لكن جعل العقاب روحانیا، و كذلك الثواب، اما العقاب فالوحشه و الفزع و تخیل الظلمه و خبث النفس و كدرها و خوف شدید، و اما الثواب فما زاد علی ان قال: انهم یكونون كالملائكه، و ربما قال: یصعدون الی ملكوت السماء، و ربما قال اصحابه و علماء ملته: الضوء و اللذه و السرور و الامن من زوال اللذه الحاصله لهم. هذا هو قول المحققین منهم، و قد اثبت بعضهم نارا حقیقیه، لان لفظه (النار) وردت فی الانجیل، فقال محققوهم: نار قلبیه، ای نفسیه روحانیه، و قال الافلون: نار كهذه النار. و منهم من اثبت عقابا غیر النار و هو بدنی، فقال: الرعده و صریر الاسنان، فام

ا الجنه بمعنی الاكل و الشرب و الجماع، فانه لم یقل منهم قائل به اصلا، و الانجیل صرح بانتفاء ذلك فی القیامه تصریحا لایبقی بعده ریب لمرتاب، و جاء خاتم الانبیاء محمد (ص) فاثبت المعاد علی وجه محقق كامل، اكمل مما ذكره الاولان، فقال: ان البدن و النفس معا مبعوثان، و لكل منهما حظ فی الثواب و العقاب. و قد شرح الرئیس ابوعلی الحسین بن عبدالله بن سینا هذا الموضع فی رساله له فی المعاد، تعرف "بالرساله الاصحوبه" شرحا جیدا، فقال: ان الشریعه المحمدیه اثبتت فی القیامه رد النفس الی البدن، و جعلت للمثاب و المعاقب ثوابا و عقابا بحسب البدن و النفس جمیعا، فكان للمثاب لذات بدنیه من حور عین و ولدان مخلدین و فاكهه یشتهون، و كاس لایصدعون عنها و لاینزفون، و جنات تجری من تحتها الانهار، من لبن و عسل و خمر و ماء زلال، و سرر و ارائك و خیام و قباب، فرشها من سندس و استبرق، و ما جری مجری ذلك. و لذات نفسانیه من السرور و مشاهده الملكوت و الامن من العذاب و العلم الیقینی بدوام ما هم فیه، و انه لایتعقبه عدم و لا زوال، و الخلو عن الاحزان و المخاوف و للمعاقب عقاب بدنی، و هو المقامع من الحدید، و السلاسل، و الحریق و الحمیم و الغسلین و الصراخ و الجلود ا

لتی كلما نضجت بدلوا جلودا غیرها، و عقاب نفسانی من اللعن و الخزی و الخجل و الندم و الخوف الدائم و الیاس من الفرج، والعلم الیقینی بدوام الاحوال السیئه التی هم علیها. قال: فوقت الشریعه الحكمه حقها من الوعد الكامل، و الوعید الكامل، و بهما ینتظم الامر، و تقوم المله، فاما النصاری و ما ذهبوا الیه من امر بعث الابدان، ثم خلوها فی الدار الاخره من المطعم و الملبس و المشرب و المنكح، فهو ارك ما ذهب الیه ارباب الشرائع و اسخفه، و ذلك انه ان كان السبب فی البعث، هو ان الانسان هو البدن، او ان البدن شریك النفس فی الاعمال الحسنه و السیئه، فوجب ان یبعث، فهذا القول بعینه ان اوجب ذلك، فانه یوجب ان یثاب البدن، و یعاقب بالثواب و العقاب البدنی المفهوم عند العالم، و ان كان الثواب و العقاب روحانیا، فما الغرض فی بعث الجسد؟ ثم ما ذلك الثواب و العقاب الروحانیان! و كیف تصور العامه ذلك حتی یرغبوا و یرهبوا! كلا بل لم تصور لهم الشریعه النصرانیه من ذلك شیئا، غیر انهم یكونون فی الاخره كالملائكه، و هذا لایفی بالترغیب التام، و لا ما ذكروه من العقاب الروحانی- و هو الظلمه و خبث النفس- كاف فی الترهیب. و الذی جائت به شریعه الاسلام حسن لا زیاده علیه.

انقضی كلام هذا الحكیم. فاما كون الاستغفار سببا لنزول القطر و درور الرزق، فان الایه بصریحها ناطقه به، لانها امر و جوابه، قال: (استغفروا ربكم انه كان غفارا یرسل السماء علیكم مدرارا)، كما تقول: قم اكرمك، ای ان قمت اكرمتك. و عن عمر انه خرج یستسقی، فما زاد علی الاستغفار، فقیل له: ما رایناك استسقیت! فقال لقد استسقیت بمجادیح السماء التی یستنزل بها المطر. و عن الحسن ان رجلا شكا الیه الجدب، فقال: استغفر الله، فشكا آخر الیه الفقر، و آخر قله النسل، و آخر قله ریع ارضه، فامرهم كلهم بالاستغفار، فقال له الربیع ابن صبیح، رجال اتوك یشكون ابوابا، و یشكون انواعا فامرتهم كلهم بالاستغفار، فتلا له الایه. قوله: (استقبل توبته) ای استانفها و جددها. و استقال خطیئته: طلب الاقاله منها و الرحمه. و بادر منیته: سابق الموت قبل ان یدهمه. قوله (ع): (لاتهلكنا بالسنین) جمع: سنه، و هی الجدب و المحل، قال تعالی: (و لقد اخذنا آل فرعون بالسنین)، و قال النبی (ص) یدعو علی المشركین: (اللهم اجعلها علیهم سنین كسنی یوسف)، و السنه لفظ محذوف منه حرف، قیل انه الهاء، و قیل الواو، فمن قال: المحذوف هاء، قال: اصله (سنهه) مثل جبهه، لانهم قالوا: نخله سنهاء، ای تح

مل سنه و لاتحمل اخری، و قال بعض الانصار: فلیست بسنهاء و لا رجبیه و لكن عرایا فی السنین الجوائح و من قال اصلها الواو، احتج بقولهم: اسنی القوم یسنون اسناء، اذا لبثوا فی المواضع سنه، فاما التصغیر فلا یدل علی احد المذهبین بعینه، لانه یجوز سنیه و سنیهه، و الاكثر فی جمعها بالواو و النون (سنون) بكسر السین كما فی هذه الخطبه، و بعضهم یقول (سنون) بالضم. و المضایق الوعره، بالتسكین، و لایجوز التحریك، و قد وعر هذا الشی ء بالضم وعوره، و كذلك توعر، ای صار وعرا، و استوعرت الشی ء: استصعبته. و اجائتنا: الجاتنا، قال تعالی: (فاجائها المخاض الی جذع النخله). و المقاحط المجدبه: السنون الممحله، جمع مقحطه. و تلاحمت: اتصلت. و الواجم: الذی قد اشتد حزنه حتی امسك عن الكلام، و الماضی (وجم) بالفتح یجم وجوما. قوله: (و لاتخاطبنا بذنوبنا، و لاتقایسنا باعمالنا)، ای لاتجعل جواب دعائنا لك ما تقتضیه ذنوبنا، كانه یجعله كالمخاطب لهم، و المجیب عما سالوه ایاه، كما یفاوض الواحد منا صاحبه و یستعطفه، فقد یجیبه و یخاطبه بما یقتضیه ذنبه اذا اشتدت موجدته علیه و نحوه. و لاتقایسنا باعمالنا، قست الشی ء بالشی ء اذا حذوته و مثلته به، ای لانجعل ما تجیبنا به

مقایسا و مماثلا لاعمالنا السیئه. قوله: (سقیا ناقعه) هی (فعلی) مونثه غیر مصروفه. و الحیا: المطر. و ناقعه مرویه: مسكنه للعطش، نقع الماء العطش نقعا و نقوعا سكنه، و فی المثل: (الرشف انقع) ای ان الشراب الذی یرشف قلیلا قلیلا انجع و اقطع للعطش، و ان كان فیه بطء. و كثیره المجتنی، ای كثیره الكلا، و الكلا: الذی یجتنی و یرعی. و القیعان: جمع قاع، و هو الفلاه. و البطنان: جمع بطن، و هو الغامض من الارض، مثل ظهر و ظهران و عبد و عبدان.


صفحه 77.